مع النمو المستمر للثورة المعلوماتية أصبحنا نواجه العديد من الأخطار
التي تنشأ بشكل تلقاني مع أي تطور حضاري وتقني» فدخول الإنترنت
في عامنا وتمكن الجميع من استخدامه دون أي قيود. أدى إلى زيادة
هذه الأخطار وتفشي العديد من الجرائم
المستحدثة ولذلك تحولت شبكات التواصل الاجتماعي «فيس بوك
وتويتر وانستجرام وواتس آب ويوتيوب» وغيرها. في الآونة الأخيرة إلى
منصات للشتائم والسب والقذف لذا كان لزاما علينا إلقاء الضوء على
كل ما يتعلق بجرائم السب والقذف حيث إن القانون القطري لا
يتهاون مطلقا بهذه الانتهاكات.
والجرائم الإلكترونية هي التي ثرتكب ضد الأفراد عمدا لإلحاق الضرر
بسمعتهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ونشير إلى مفهوم
السب والقذف الإلكتروني. والفرق بينهماء والوسائل التي يمكن أن تتم
من خلالها هذه الجريمة والعقوبات المترتبة على هذا الفعل.
ويلاحظ أن جريمة السب تتفق مع جريمة القذف في أن كليهما تمثلان
اعتداء على شرف واعتبار المجني عليه. أما الاختلاف فيقع على الفعل
المكون للجريمة موضوع الإسناد فجريمة القذف لا تقع إلا إذا أسند الجاني
إلى المجني عليه واقعة معينة من شأنها لو كانت صادقة أن توجب
العقاب. على عكس جريمة السب التي لا تشتمل على إسناد واقعة معينة
بل تتحقق واقعة السب بإلصاق صفة أو عيب من شأنها خدش شرف أو
اعتبار المجني عليه! دون أن يتضمن ذلك إسناد واقعة معينة إليه بل
يتضمن حكما عاما يمكن أن يمس المعتدى عليه في شرفه أو اعتباره مما
يجعل الناس يميلون إلى تصديق نسبة
الواقعة المحددة إليه.
وتعد جريمة السب قائمة في حق المجني عليه بمجرد إلصاق بعض الكلمات
أو العبارات الخادشة به وتُقلل من احترامه فمثلا يعد قذفاً القول بأن فلان
اختلس أموال الدولة. بينما بعد من قبيل السب القول بأن فلان سارق. لأن
هذا الاتهام لا يتضمن
إسناد واقعة معينة بعكس جريمة القذف.
ومع انتشار الظاهرة عمد القانون لتغليظ العقوبة في قانون الجرائم
الإلكترونية بحيث تكون عقوبة مرتكب جريمة السب والقذف طبقا
لنص القانون رقم )١٤( لسنة ٢٠١٤ بإصدار قانون مكافحة الجرائم
الإلكترونية المادة )٨( «يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ٣ سنوات.
وبالغرامة التي لا تزيد عن مائة ألف ريال أو بإحدى هاتين
العقوبتين.
في حين يعتبر قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية السب والقذف غير
العلي جريمة وفق المادة ٣٣٠ من القانون. والعقوبة هي الحبس مدة
لا تتجاوز ال ٣ أشهر والغرامة التي لا تزيد على ألف ريال أو بإحدى
العقوبتين.
وفي حالة التعرض لجريمة السب والقذف يجب اتباع عدة أمور منها
عدم الرد على رسائل السب والقذف واللجوء إلى الجهات المختصة
في الدولة ممثلة في مركز مكافحة الجرائم الإلكترونية بإدارة البحث
الجناني لاتخاذ اللازم حيال الواقعة المجرمة.